لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة ...!!!

إذا كان ترك الدين يعني تقدماً
فيا نفس موتي قبل أن تتقدمِ

في خضم تعقيدات العصر الحالي والصراعات الجمة التي إذا أردنا البحث عن أسبابها واقعاً سنجد أن كلها تخضع لحكم السياسة والسياسيين فلم يعد هناك حد للسياسة ، فقد غدت كل شيء وأصبحت تدير الحياة من كل نواحيها ولا تقتصر عند حد فهي تمثل جهازاً جباراً يتحكم في كل عناصر القوة والتأثير في مختلف المجتمعات.

لكن أن تتعدى السياسة الدين .. فهنا نقطة تحتاج الى وقفات جادة !!!

كما هو معروف أن الدين الإسلامي شرع القوانين والتعليمات التي تنظم حياة المسلم في كل النواحي فاقر طبيعة العلاقة بين الإنسان وربه ونفسه وبيئته من حولها وعلاقات المجتمعات ببعضها البعض ...الخ
وشرع تعاليم مترابطة ومتداخلة مع بعضها البعض .... وقد سار على نهج الدين الحنيف خير البشر " محمد" – صلى الله عليه وسلم – وأسس دولة إسلامية من العدم وحكم بحكم القران الكريم و أرساء مبادئ الشريعة في الكتاب والسنة.

لكن حين نتأمل واقعنا الحالي سنجد حركات تسعى لتزييف الوعي ومحاولة طمس الدين بالتدرج ..!!! والاكتفاء بجعله مصدراً للأخلاق والفضائل فقط ... لا منظما للحياة في كافة جوانبها ومشرعاً للسير فيها!!!

فقد أصبح الدين غطاءً شفافاً للسياسة لا جدوى منه سرعان ما ينكشف تماماً عندما تفشل جهود السياسيين في في تسخيره وتوظيفه لصالحهم .... فتظهر عندئذً أصوات المطالبين بفصل الدين عن السياسة ... وترفع دعوى الشورى .. واقتصار دور الدين على المساجد والأضرحة فقط ..!!!

أتاتورك .. اعتمد أسلوب الفصل وسخر سياسته على أساس الفصل بين الدين والسياسة ..!!! الزعيم المصري الراحل – أنور السادات – دعا بإلحاح إلى فصل الدين عن السياسة وهو صاحب القول الذائع الصيت " لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة " ...!!!

فهل سيُفصل الدين عن السياسة حقاً؟؟ ام انه مفصولاً بتخفي؟ ؟!!

ما طبيعة العلاقة بين الدين والسياسة في الوقت الراهن؟؟

هل اقتصر دور الدين على المساجد والخطب فقط؟؟

إذا رأيت السادات أمامك الآن وعرض عليك مطلبه بالفصل ... ماذا سيكون ردك عليه؟؟!!

دمتم بعزة الإسلام ...